4/17/2019 2:34:00 PM
الكاتب : جمعة الرفاعي
أعود إلى السّادس والعشرين من أيلول
إلى الرابعة فجراً منه
حين كانت الوِحدة أليفةً وقاسيةً مثل نصلٍ حادّ
لا سقف إلا الليل
ولا كلامَ سوى ما تجمعهُ من صمتٍ في الجدار
جملٌ ملساءَ تسقط على أرضِ الغرفة
ولا تسمعُ إلا رنينَ روحك
يحدثُ أن لا يحدث شيئاً
ويحدثُ أن تمشي في إثر قنديل
عشّابون ونسّاجون يمرّون في رأسك
حطّابون وعشّاق، رمّاحون يبرون أسنّة للوريد
تمشي إلى مقتل في الحديقة
حيث تكثرُ الأزهار
ثمّة علاقةٌ بين الموت والورد
بين اختلافين لا يختلفان إلا ليجتمعا
مثل برقٍ لا ينطفئ وصمتٍ لا ينام
طرقةٌ واحدةٌ كفيلةٌ بالضوْء
وطرقةٌ أخرى كفيلةٌ بالخراب
خرابٌ في الوقت، ضوءٌ في الخراب
ثمّ ما الذي يجعل من ليلةٍ واحدةٍ أن تعصرَ تجربة
وما الذي يجعل من خطرٍ كبيرٍ تعيش فيه وبالك مطمئن
لم يكن في خاطرِ الإطار أن يكون صورة
ولم يخطر للصورةِ أن يكون لها إطار
لكنّ الجنون ما يمنحُ الحياةَ أن تكونَ واضحة،
واضحةٌ للحدّ الذي ترغب فيها بالنوم طويلاً
واضحةٌ للحدّ الذي ترغب فيها أن تموت يقظاً…
هاكِ يدي وهذا الجدار
هاكِ السرّ، سرّ الفضّةِ التي أقمرت دربها
هاتِ الحائطَ وصلابةَ الرّغبة
هاتِ الكلامَ المبعثرَ في أسرّةٍ فارغة
هاتِ انتظاركِ لي
أريكةٌ مشدودةٌ إلى سلّم الصّباح
هاتِ الذّئب لي
لي
جوعي وذئبُكِ الآن على الهاوية
من ينازلُ من ؟
أريدها حفلةَ افتراسٍ دامية
حفلةَ باربيكيو لا تنتهي
شواءٌ في الممرّ
تجعل من هذه الهاوية حبالاً قويّة
توصلكَ العميق
هناك
حيثُ ترى الحقيقةَ كاملة
وأنت تحترق