1/9/2017 12:24:00 PM
الكاتب : رولا سرحان
تعرفتُ في طريق عودتي من عمان إلى رام الله على
مهرب شاب، قررتُ أن أمضي معه في رحلة تهريب السجائر حتى نروي القصة كاملةً في تقرير
منفصل ننشره في "الحدث".
المهرب يدعى فؤاد، يبلغ من العمر 30 عاماً، يعمل
في التهريب منذ عامين، لأنه لا يستطيع إيجاد فرصة عمل لا في فلسطين ولا في دولة الاحتلال،
فقرر العمل في التهريب.
في طريق عودتنا، تخلل حديثنا أربعة مشاهد هي من
مشاهد الكوميديا السوداء.
المشهد الأول- يا عزيزتي
كلنا مهربون!
قال لي فؤاد، وكان يجلس في المقعد المجاور، من
بين 52 راكباً الموجودين في الباص هنالك فقط 8 ركاب لا يعملون في تهريب السجائر، أنتِ
والزوجان أمامنا، ورجل وزوجته في المقعد المجاور، واثنان آخران في الخلف، والفتاة الى
جانبهما.
دون ذلك، فكل من في الباص يهرب السجائر والمعسل.
يا عزيزتي كلنا مهربون!
المشهد الثاني- العجوز
المفاجأة
صعدت إلى الباص عجوز ترتدي الأبيض في الأبيض، تبكي،
وضابط الأمن الأردني حزينٌ لأجلها. أما ما قاله لنا عن سبب بكائها فهو أنها أضاعت محفظة
نقودها.
سألتُها كم المبلغ الذي أضعته قالت: "300
شيقل، و40 ديناراً".
حزن لأجلها راكبان آخران، مدا لها يد العون بعض
ليرات أردنية.
عندما مددت لها يدي أيضا اريد مساعدتها، منعني
فؤاد وقال: "هي تعمل معنا في التهريب، وهي تحمل معها 4 كروزات دخان".
المشهد الثالث- مهمة
أنيقة
حين أردتُ النزول وقف أمامي رجل وزوجته، مسافران
بريئان، كان أمامها شاب جميل حسن المظهر، أنيق الملبس، سألهما، هل تريدان أن احمل عنكما
السجائر. استغرب الزوجان، قال انا اعمل في نقل السجائر الزائدة، المهمة ستكلفكما عن
كل كروز سجائر 12 شيقلا.
المشهد الرابع- عرض
للعمل المشترك
لكثرة اسئلتي في البداية، لم يفهم فؤاد أني صحفية،
وإنما ظن أني أريد أن اعمل في التهريب، لأكثر من مرة سألني: هل تريدين أن تعملي في
التهريب، وكنت أجيبه بـ"لا" واضحة. وعندما قلتُ له إني صحفية، سألني:
"هل تريدين ترك مهنة الصحافة، والعمل في التهريب..نحنا بنطلع مصاري كتير."